الافراط والمبالغه بحمايه الطفل تؤثر سلبا على حياته الاجتماعيه
تلعب الأسرة دورًا كبيرًا في نمو الطفل وتشكيل شخصيته، وذلك من خلال عملية التنشئة التي يقوم بها الوالدان وأنماط التفاعلات الأسرية التي تحدث داخل الأسرة، ومما لاشك فيه أن الاهتمام بالأطفال من مسؤولية الوالدين وواجبهما، فهما موجودان أصلًا لحماية أطفالهم وتربيتهم.
إن حب الوالدين لأطفالهم يدفعهم للعناية بهم وحمايتهم من أي أذى، إلا أن بعض الآباء قد يرتكبون أخطاء فادحة باتباعهم أساليب تربوية خاطئة في تنشئتهم تترك آثارًا سلبية على شخصيات أبنائهم، وأحد هذه الأساليب هو الحماية الزائدة.
قد يقوم الوالدان أو أحدهما باتباع هذا الأسلوب فيؤدون واجبات أطفالهم وما عليهم من مسؤوليات نيابة عنهم، ويغالون بحمايتهم والخوف عليهم، فيخافون عليهم من أبسط الأمور ويضعون لهم نظامًا في المأكل والملبس والدراسة والخروج، كل ذلك لحمايتهم، فقد يرغمونهم على ارتداء الكثير من الملابس لوقايتهم من الأمراض، أو تناول أنواع معينة من الطعام، ويمنعونهم من اللعب كي لا يقعوا، بل وقد يكتبون عنهم واجباتهم المدرسية حتى لا يرهقوا عقلهم بالتفكير أو يتعبوا.
مظاهر الحماية الزائدة
1 – التدليل:
ومعناه الاستجابة لكل طلبات الطفل، والتغاضي عما يرتكبه من أخطاء تستوجب العقاب.
هذا الأسلوب في التربية يؤثر تأثيرًا سلبيًا على شخصية الطفل، فينشأ غير قادر على تحمل المسؤولية، وغير قادر على التخطيط لحياته المستقبلية، فقد اعتاد على وجود من يقوم بذلك عنه. ولأنه اعتاد على أن يأخذ دون أن يعطي يصبح أنانيًا، ويفشل في تحقيق التوافق الاجتماعي، فيعتبر كل من لا يحقق له ما يطلب عدوًا يخبئ له الحقد والكراهية.
2 – الاتصال المفرط بالطفل:
أي إطالة معاملته كطفل رضيع، فوجودهم بجانبه طوال الوقت وتلبية احتياجاته يجعله لا يستطيع الانفصال عنهم، وهذا بدوره يمنع نمو شخصية الطفل، لأنهم بذلك يرسلون للطفل رسالة غير مباشرة بأنه غير قادر على العيش بدونهم وأنه لا يستطيع فعل شيء بمفرده.
3 – منع الطفل من السلوك الاستقلالي:
الإفراط في إعطاء التوجيهات، والتدخل في شؤونه باستمرار، واتخاذ القرارات والقيام بالواجبات بدلًا عنه كل ذلك يمنع الطفل من تحقيق الاستقلال الذاتي.
أسباب الحماية الزائدة
قد يلجأ الوالدان إلى هذا الأسلوب في الحالات التالية:
1 – إذا كان الطفل وحيدًا.
2 – الإنجاب بعد فترة زمنية طويلة من الزواج.
3 – إذا كان الصبي الوحيد بين بنات، أو العكس.
4 – الجهل بأساليب التربية الصحيحة.
5 – قد يكون الوالدان تلقوا في طفولتهم نفس الأسلوب في التربية.
6 – مرض الطفل بمرض مزمن.
آثار الحماية الزائدة
إن للحماية الزائدة نتائج عكسية، ليس على الطفل فقط وإنما على الوالدين أيضًا، فقد أجريت دراسة على 181 من الأمهات اللواتي يتبعن أسلوب الحماية الزائدة، وتبين أن واحدة من كل أربع أمهات تعاني من الاكتئاب، وأن معظمهم يشعرون بأن الأمومة شيء متعب لدرجة الإرهاق، إلا أنهم يتبعون هذا الأسلوب في التربية لأنهم يعتقدون أن الحماية الزائدة تشعرهم بالتضحية لإعطاء الخبرات الحياتية للطفل دون تعب.
قد يلجأ الوالدان للكذب للدفاع عن أولادهم أمام الآخرين.
قد تضطرب العلاقة بين الأب والأم إذا كان من يمارس هذا الأسلوب أحدهما وليس كليهما.
شعور الأبوين بالفشل لعدم القدرة على ضبط أولادهم.
عزلة الوالدين والانطواء وعدم الاختلاط في المجتمع لانشغالهم بتربية الأولاد.
إن المبالغة في أي شيء، ليس بالحماية فحسب، هو أمر سلبي، ينعكس سلبًا على نمو الطفل، فالإفراط بالحماية تمامًا كالإهمال، وطوق الحماية الذي يفرضه الآباء على أطفالهم ماهو إلا بداية لفشل مستقبلي آت، وعلى الوالدين أن يؤمنا بقدرات طفلهما على التعلم بطريقة التجربة، ويمنحانه فرصًا لاتخاذ قرارات في حياته، وأن يأخذا رأيه قبل فعل أي شيء يخصه بدلًا من التصرف نيابة عنه ودون علمه.